الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

المحاضرة الثانية:السنخية ام العينية و الاتحاد ام التباين؟ (السيد جعفر سيدان)




الدليل الثاني على السنخية:
اطلاق بعض المفاهيم على الذات الالهية المقدسة والمخلوقات بمعنى واحد.
أحد استدلالات القائلين بالسنخية هو اطلاق بعض المفاهيم بمعنى واحد على اللَّه جلّ وعلا والمخلوقات (بنحو الاشتراك المعنوي على الموضوعات) وذلك لأنّ اطلاق المفهوم الواحد على الاشياء المختلفة دليل على اشتراكها في حقيقة واحدة لانّ المفهوم الواحد لا ينتزع من المتباينات بما هي متباينات وعلى هذا فلو حُمِلَ مفهوم واحد بمعنى واحد على اشياء مختلفة يكشف ذلك الحمل عن اشتراك تلك الاشياء في حقيقة واحدة وصنف واحد.
فمفهوم الوجود يطلق على اللَّه جلّ وعلا وكذلك يطلق على سائر الكائنات بمعنى واحد فيقال اللَّه موجود، الشمس موجودة، الانسان موجود و… والحاصل انّ اطلاق هذا المفهوم على اللَّه جلّ وعلا والمخلوقات بمعنى واحد دليل على اشتراكها في حقيقة واحدة.
تحقيق ونقد الدليل الثاني
وفي جواب هذا الاستدلال نقول: انّ اطلاق مفهوم واحد بمعنى واحد على اشياء مختلفة في المعقولات الاولية (وهي التي يكون عروض المحمول فيها واتصافه في الخارج) دليل علی السنخية، اما لو كان المفهوم من المعقولات الثانية (وهي التي لا يكون المحمول فيها له مابازاء فى الخارج بل الموجود في الخارج ذات الموضوع) فلا مانع من اطلاق ذلك المفهوم على حقائق مختلفة أو انتزاع ذلك المفهوم من حقائق متباينة والعقلاء يطلقون هذه المفاهيم التي هي من المعقولات الثانية (مثل مفهوم الماهية والممكن و…) على الموضوعات المختلفة والمتباينة، فعلى سبيل المثال مفهوم العرض يطلق على مقولات متباينة مع بعضها بالتباين الذاتي (مثل الكم، الكيف، الوضع و….) ولا يكون اشتراكها في مفهوم العرض سببا في اشتراك كل الاعراض في حقيقة واحدة.
على هذا يستطيع العقل في بعض الاحيان أن ينتزع مفهوما واحدا من حقائق متباينة (تشترك في معنى معقول واحد يلاحظه العقل) ويطلق ذلك الجامع الانتزاعي عليها وكمثال على ذلك إنّ الذات الالهية المقدسة حقيقة واحدة وبسيطة (المراد هنا من البساطة نفي التركب بتمام المعنى) وتطلق عليها مفاهيم العالم والقادر والحي وفي نفس الوقت المصداق واحد فقط والحقيقة واحدة، كذلك يستطيع العقل من لفظ(طارد العدم) أن ينتزع مفهوما واحدا يطلق على اللَّه جلّ وعلا وسائر الاشياء وذلك لأنّ جميع الموجودات والذات المقدسة كلها نافية للعدم وموجودة ولذا فمعنى طارد العدم يصدق حقيقة على كل هذه الموجودات.
والحاصل انّ اطلاق الوجود بمعنى واحد على اللَّه جلّ وعلا والكائنات لايثبت السنخية والاشتراك في الحقيقة وذلك لان الموجود اذا كان من المعقولات الثانية، فاطلاقه على اللَّه جلّ وعلا وسائر الاشياء لايثبت الاشتراك في الحقيقة.
يقول أحد المشاهير في تعلقيته على نهاية الحكمة:
«ويمكن المناقشة في هذه الجهة بأن انتزاع مفهوم واحد عن اشياء كثيرة انما يدل على جهة اشتراك عينية فيها اذا كان ذلك المفهوم من قبيل المعقولات الاولى أي من المفاهيم التي يكون عروضها كاتصافها في الخارج كما انّ كثرة مثل هذه المفاهيم هي التي تدل على كثرة الجهات العينية.
وأمّا المعقولات الثانية فيكفي لحمل واحد منها على مصاديقه وحدة الجهة التي يلاحظها العقل كما انه يكفي لحمل اكثر من واحد منها على مصداق واحد كثرة الجهات الملحوظة عند العقل وان لم يكن بإزائها جهات متكثرة عينية فلا يدل وحدة المعقول الثاني على وجود جهة عينية مشتركة بين مصاديقه ولا كثرته على كثرة الجهات الخارجية كما يدل وحدة مفهوم الماهية أو مفهوم العرض على جهة وحدة ماهوية بين الاجناس العالية والاّ لزم وجود جنس مشترك أو مادة مشتركة بينها وكما لا يدل تعدد مفاهيم الوجود والوحدة والفعلية على تعدد الجهات العينية في الوجود البسيط الذي لا جهة كثرة فيه».
فالحاصل انّه إذا اطلق المفهوم من المعقولات الاولية على المواضيع المختلفة فانّه يكون علامة على اشتراك تلك المواضيع فيما بينها في جهة الوجود الخارجي وكذلك الأمر في المفاهيم التي تحمل على اشياء إذا كانت متعددة، فانّه دليل على تعدد جهات تلك الاشياء.
امّا في المعقولات الثانية فاطلاق المفاهيم المتعددة على مصداق واحد لا يكون عن تعدد وتكثر ذلك المصداق في الخارج كما في المثال المتقدم من اطلاق العالم والقادر والحي على الذات الالهية، لكن المصداق واحد كذلك من الممكن أن يطلق مفهوم واحد (باللحاظ الذي اعمله العقل) على أمور متباينة بلا أن يكون بينها اشتراك في الوجود الخارجي.
وبعبارة أخرى حينما يعبر عن الوجود الواحد البسيط بالوجود والوحدة والفعلية و… فهذه التعابير لا تدل على وجود جهات كثيرة في الخارج كذلك اطلاق المفهوم الواحد على الاشياء المختلفة لا يثبت اشتراكها في الوجود الخارجي وبذلك فالدليل الثاني مخدوش وباطل ايضا.
الادلة النقلية في اثبات السنخية:
يستدل في بعض الأحيان لأجل اثبات السنخية ببعض الآيات والروايات والتي نجد من المناسب تحقيق قسم منها هنا:
1- الآيات:
الف: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ).
لاجل اثبات السنخية هكذا استفيد من الآية بأنّه كل شخص يعمل على اساس طبيعته وشكله النفسي وعليه فكل عمل يصدر من الانسان فهو مسانخ له وبعبارة أخرى كلّ اناء ينضح بما فيه.
نقد وتحقيق:
لو تأملنا قليلا في الآية يتضح انّ الآية بصدد بيان انّ اعمال الناس تتلون بألوان نياتهم وشكلهم النفسي وبعبارة أخرى يعمل كلّ انسان على وفق نيته وصفاته الروحية (المتمركزة في نفسه) وعلى سبيل المثال اذا ترسخ الحسد أو الكبر في شخصية أحد فان اعماله سوف تكتسب شكلا اساسه الحسد أو الكبر فالآية ليست في مقام بيان التناسخ والتناسب بل في مقام بيان العمل ومنشأه وصبغته ولاربط للآية بالسنخية اصلا بمعنى اشتراك النية والعمل في حقيقة واحدة.
فشاكلة العمل بعد اتمامه وأخذه سواء كان على اساس الاخلاص أم الرياء ولذا فشاكلة العمل لا تشترك مع النية والصفة النفسية في الحقيقة بل لان النية والصفة النفسية كانت هي المبداء والمنشأ للعمل فالعمل على اساسها يقيم.
وببيان آخر الآية الشريفة تعلن انّ اعمال الناس على وفق نياتهم تُفعَل وتُعمَل فإذا كانت النوايا خيرا فالعمل صالح واذا كانت شرا فالعمل طالح ولا توجد اي سنخية بين العمل وبين النية والصفة الروحية.
ب: (فَإِذَا سويتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)
وتقرير الاستدلال واضح فقيل انّ تعبير «من روحي» يثبت السنخية بين اللَّه جلّ وعلا والروح إذن هذه الآية لها دلالة واضحة على أن الروح من سنخ الذات الالهية المقدسة فالسنخية موجودة بين اللَّه جلّ وعلا وبين الروح المذكورة (وبتعبير اخر بين العلة والمعلول)
نقد وتحقيق:
جواب هذا الاشكال واضح ايضا فاذا كان الاستدلال بظاهر قوله جلّ وعلا (من روحي) فالمعنى حينئذ انّ اللَّه جلّ وعلا شي‏ء له روح وروحه قابلة للتقسيم وعن هذه الروح القابلة للتقسيم انفصل جزء وحل في الانسان.
أقول: وبطلان هذا المعنى من الواضحات (الاّ على بعض الافكار التي سيأتي ذكرها).
من الواضح انّ اللَّه جلّ وعلا (لم يلد) وهذه من الاصول المسلمة والاعمدة المستقيمة (التي لا اعوجاج فيها) عند الوحي وعلى هذا، فالاستناد الى قوله تعالى (من روحي) ليس صحيحا، وقد فسّر الوحي هذه الآية المباركة حيث جاء في حديث عن المعصوم انّ هذه الاضافة، اضافة تشريفية مثل بيت اللَّه وناقة اللَّه وثاراللَّه و….
وعليه فهذه الآية وغيرها من الآيات لا تدل على السنخية وهنالك بعض الآيات سنطرحها في بحث العينية.
2- الروايات:
هنالك روايات استدل بها على اثبات السنخية بين الخالق والمخلوق الاّ انها حين المراجعة نجدها بوضوح ان لا معنى لها الاّ البينونة فلا دلالة فيها على السنخية فقط بل لها دلالة على التباين ولا معنى يمكن ان يستفاد منها الاّ البينونة بين الخالق والمخلوق.
الرواية الاولى:
احدى الروايات التي استدل بها على السنخية، حديث الامام الرضا× حيث يقول: «نأى في قربه وقرب في نأيه فهو في بعده قريب وفي قربه بعيد».
نقد وتحقيق
لقد كان تعبير الامام(عليه السلام) تعبيرا هاما وجميلا للغاية وقد استند اليه في اثبات السنخية لكنه لا معنى له الاّ البينونة فهذه الرواية والروايات المشابهة لها (والتي هي كثيرة) بصدد الاعلام عن هذه الجهة وهي ان اي نوع من التصورات حول المفاهيم المرتبطة بالممكنات لاتصدق بل لا يمكن أن تصدق على الذات الالهية المقدسة.
فحول الممكنات اذا كانت قريبة فهي ليست بعيدة واذا كانت بعيدة فهي ليست قريبة، وامّا بالنسبة للَّه جلّ وعلا فيقول الامام(عليه السلام) انّه في نفس الوقت الذي هو قريب بعيد وفي نفس الوقت الذي هو بعيد هو قريب وبعبارة اخرى انّ هذه التعابير تُطَمئِن بالَ الانسان بأن لا يتعب نفسه بلا فائدة.

الرواية الثانية:
يقول أميرالمؤمنين(عليه السلام) : فارق الأشياء لا على اختلاف الاماكن وتمكن منها لا على الممازجة.
والاستدلال بهذه الرواية هكذا: انّ افتراق الذات الالهية المقدسة عن الاشياء ليس بمعنى ان مكانه جلّ وعلا منفصل عن الاشياء وانه يختلف عن الاشياء ببعده المكاني وحاصل ذلك ثبوت السنخية بينه تعالى وبين الاشياء.
نقد وتحقيق
الجواب واضح والرواية تثبت عكس ذلك وانه تعالى لا يوجد اي نوع من أنواع التسانخ بينه وبين الاشياء اصلا فمعنى قوله(فارق الاشياء) أن لا تتصوروا انّه تعالى في جانب والاشياء في جانب آخر (فالاشياء في مكان وهو تعالى في مكان آخر) بل بمعنى عدم العلم بكيفية افتراقه عن الاشياء (فلا كيفية له جلّ وعلا) فلا يمكنكم أن تتصوروا حينما يقال (فارق اللَّه الاشياء) انه ابتعد عنها كابتعاد شي‏ء عن شي‏ء آخر وقوله× (تمكن من الاشياء) ليس بمعنى امتزاجه بالمكان كسائر الاشياء حيث تحل في المكان واللَّه جلّ وعلا ليس كذلك (وتمكن منها لا على الممازجة).
الرواية الثالثة:
يقول أميرالمؤمنين(عليه السلام): لم يحلل في الاشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو عنها بائن ولم يخل منها فيقال أين ولم يقرب منها بالالتزاق ولم يبعد عنها بالافتراق بل هو في الاشياء بلا كيفية وهو أقرب الينا من حبل الوريد.
نقد وتحقيق
واقعا كما جاء في زيارات الائمة: «كلامكم نور وأمركم رشد» فقد اشتملت هذه الرواية على مطالب كثيرة، فلا تتصوروا انّ اللَّه جلّ وعلا حال في الاشياء (مثل حلول الدهن في اللوز وحلول رائحة الورد في الورد وحلول كلّ شي‏ء لطيف في شي‏ء لطيف آخر) ليس عن الاشياء ببعيد حتى يقال هو عنها بائن يعني من جهة المكان (فليس له بينونة مكان وبينونة جهة).
فاللَّه جلّ وعلا قريب لكن لا بمعنى الالتصاق (كالتصاق الثوب بالجسد وكل انواع الالتصاق كثيفة وظريفة لا معنى له هنا) وكذلك اللَّه جلّ وعلا بعيد لا بمعنى الافتراق.
وقد بينا كل مفردات الرواية فنحن موجودون بالغير وهو جلّ وعلا موجود بنفسه ونتيجة هذا التعبير انه جلّ وعلا أقرب من أنفسنا الينا.
(اقول: من أوّل هذا الکلام الی القول الثاني مما اومأنا إليه في مقدمة البحث فسوف يرد عليه الاشکال الذي بيناه هناک- المترجم)
لوازم السنخية الباطلة
1- القول بالسنخية يستلزم اجتماع النقيضين
الذي يقول بالسنخية بين الذات الالهية المقدسة والكائنات (وطبقا للاصطلاح: السنخية بين العلة والمعلول) لابد وأن يعتقد باجتماع النقيضين أو يقول بعدم وجود الممكن اصلا كما فعل كثير من الفلاسفة وقالوا ان ممكن الوجود لا وجود له وذلك لان السنخية لو كانت موجودة بين المرتبة غير المتناهية والمرتبة الضعيفة فمعنى ذلك هو الاشتراك في حقيقة واحدة وهذه الحقيقة الواحدة بالنسبة الى مرتبتها الضعيفة ليست بواجبة الوجود (بل هي ممكنة الوجود) وبالنسبة لمرتبتها العالية هي واجبة الوجود ولازم ذلك هو اجتماع وجوب الوجود مع عدم وجوب الوجود وهذا هو اجتماع النقيضين وهو باطل.
ولذا لابد وأن يقال انّ المقصود من الممكن هو المرتبة الضعيفة من واجب الوجود وعليه فلا يكون ممكن الوجود بالمعنى الاصطلاحي المعروف بل يكون المراد من ممكن الوجود هي المرتبة الضعيفة من وجوب الوجود (والتي هي تشترك مع أقوى المراتب في حقيقة واحدة بمعنى أنها شي‏ء واحد وحقيقة واحدة) ويكون البحث هنا عن العينية والاتحاد بين الذات المقدسة الالهية والكائنات الذي سيأتي الحديث عنه مفصلا ونذكر لوازمه الكثيرة الباطلة وانه لا يمكن الالتزام به اصلا بأي وجه من الوجوه.
سؤال: التناقض يشترط فيه وحدة الموضوع؟
الجواب: وحدة الموضوع هنا الحقيقة المشتركة بينهما.
سؤال آخر: عدم وجوب الوجود انما هو لوجود الفقير وواجب الوجود انما هو لوجود الغني.
الجواب: نِعَم الكلام، فهذا الكلام هو جواب السؤال فالوجود الفقري (والذي هو حقيقة الفقر) والوجود المستغني (والذي هو حقيقة الغنى) لا يمكن اجتماعهما في حقيقة واحدة فاذا قلتم انهما شيئان لا شي‏ء واحد فقد ثبت المطلوب واذا قلتم في نفس الوقت انهما حقيقة واحدة فسوف يرد عليكم اشكال اجتماع النقيضين.
(اقول: من تأوّل هذا الکلام ايضاً الی القول الثاني المذکور في المقدمة التي قدمناها فسوف يرد عليه ما أوردناه هناک من الاشکال – المترجم.)
سؤال ثالث: ليست مراتب الوجود مقومة للوجود حقيقة حتى تقولوا هما شيئان في عين كونهما شيئا واحدا ويلزم التناقض بل الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة.
الجواب: تارة نعبر ونريد أن نفر من ذلك التعبير واخرى نعبر ونريد الكشف عن ذلك التعبير وبيان المراد منه وحينئذ نقول شرحا للمسألة: هذه المراتب غير نفس الوجود فهي شي‏ء آخر غير الوجود أم انّ مابه الامتياز عين مابه الاشتراك؟
الجواب: اذا كان أحدهما عين الآخر فحينئذ يكون مقوما لانّ مابه الامتياز عين مابه الاشتراك ولا يوجد شي‏ء اخر والمرتبة الضعيفة مشتركة مع المرتبة القوية في الحقيقة ولا يوجد شي‏ء حتّى يقع الكلام حوله.
صاحب السؤال: لو كانت المراتب مقومة فلابد أن يكون مابه الامتياز غير مابه الاشتراك.
الجواب: نحن نقول انه في الوقت الذي كان مابه الامتياز وكان مابه الاشتراك ايضا فهل هذه المراتب مشتركة في حقيقة الوجود أم لا؟
صاحب السؤال: نعم مشتركة.
الجواب: اذا كانا مشتركين في حقيقة الوجود نقول هذه الحقيقة في مرتبتها العالية واجبة الوجود ونفس هذه الحقيقة بمرتبتها النازلة ليست بواجبة الوجود فهل القول بتعدد المراتب يحل لنا هذه المشكلة (مشكلة اجتماع النقيضين).
صاحب السؤال: نحن نعبر بالاتم.
الجواب: لا يمكنكم التعبير بالاتم لان المفروض ان المرتبة العالية واجبة الوجود والاخرى النازلة غير واجبة الوجود فالمرتبة العالية حقيقة اخرى لا أنها اتم فانّ الاتم والتمام فيما اذا كانا من حقيقة مشتركة واحدة وحاصل الاشكال هو انتفاء عدم وجوب الوجود.
صاحب السؤال: المرتبة الواحدة (الأولى مثلا) عدم المرتبة الاخرى.
الجواب: جيد جدا اذا في النهاية فقد وصلنا الى انّ الحقيقة في المرتبة العالية هي نفس الحقيقة في المرتبة النازلة وعليه نقول هذه الحقيقة كما أنها واجبة الوجود هي غير واجبة الوجود.
2- منافاة السنخية مع التوحيد
إذا كانت السنخية ثابتة بين كل المراتب المختلفة ولا يوجد شي‏ء اخر فنفس هذه المراتب (غير العالية) لا توجد في المرتبة العالية، قالوا انّ المرتبة العالية تكون اكمل وأتم وواجدة للمرتبة الاخرى امّا أنها ليست نفس تلك المرتبة وعليه نقول: انّ هذه المرتبة حيث أنها من سنخ المرتبة العالية وسنخ المرتبة العالية من سنخ الوجوب ولذا فهذه المرتبة لابد وأن تكون من سنخ الوجوب ونتيجة ذلك تعدد واجب الوجود بتعداد الموجودات لان كل واحدة من هذه الموجودات هي من حقيقة واحدة وحيث ان تلك الحقيقة واجبة الوجود فالنتيجة ان كل هذه الموجودات هي واجبة الوجود وهذا المعنى مناف للتوحيد الالهي وابطال له.
سؤال: مع غض النظر عن اللوازم الفاسدة التي تفضلتم بها وحيث انكم اقمتم الدليل على التباين فلاشك في اصل الدعوى ونحن نقبل كلامكم (مع كلّ شي‏ء لا بالمقارنة وغير كلّ شي‏ء لا بالمفارقة) الاّ انّ اصل الفلسفة خصوصا فلسفة ملاصدرا حيث أنها تبتني على اصالة الوجود فانّ هؤلاء في مقابل برهانكم يمكنهم الدفاع فمن المناسب أن تطرحوا دفاعيتهم كاملا حيث يقولون هنالك تفاوت بين مفهوم العرض والماهية ومفهوم الوجود وطبقا للقول باصالة الوجود فمفهوم الوجود يكون حاكيا عن الوجود الاصيل المصداقي ولذا حيث يطلق الوجود على الخالق والمخلوق فهو ليس كاشفا عن السنخية فحسب بل كاشف عن عينية مصداق الوجود وحينئذ فسوف يثبت مافوق السنخية ولابد لكم من الجواب عن ذلك.
الجواب: نعم سوف نطرح هذا البحث في بحث العينية وهذا الاستدلال كما تفضلتم يثبت العينية ولذا سيكون البحث عنه هناك.
اللهم صل على محمّد وآل محمّد وعجل فرجهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق