الأحد، 16 نوفمبر 2014

هل الشاعر جلال الدين المولوي الرومي شيعي ام سني ؟ (السيد جواد المدرسي اليزدي)


 المولوي مع كونه من الفرقة الصوفية التي تدعي انها اكثر من باقي الفرق لها مودة لأهل البيت عليهم السلام الا ان اشعاره واثاره تدل على انه كان محروما من فيض الارتباط بأهل البيت عليهم السلام حتى انه كان اكثر تخلفا من بعض اقرانه الذين كانوا مثله من فرقة الصوفيةفهو قد عنى بألطافه الصوفية اعداء اهل البيت عليهم السلام مثل معاوية واختلق لهم انواع الكرامات,في حين نجد السنائي الذي هو مورد تعلق المولوي شديدا وله عناية بأشعاره فقد قال عن معاوية هكذا:
 داستان بسر هند مكر نشيدى              كه از او سه كس او به بيميبر جه رسيد
الم تسمعوا قصة ابن هند ماذا فعل             هو وثلاثة من اهله بالنبي
وما اثبتنا من ارقام في المتن (1) تكفي لاثبات سنية المولوي الا اننا لاجل ان يتضح يتضح الامر كاملا قطع كل عذر وحجة نضيف الى ما في المتن ارقاما اخرى اجمالا.
أ_لقد كان ابو المولوي بهاء ولد وهو استاذ ومربي له كان سنيا حنفيا صوفيا (راجع الكتاب والتراجم حول بهاء ولد).
ب_الاساتذه الاخرون لمولوي والذين عمدتهم كانوا في دمشق و حلب _محل دراسه المولوي وسكناه_كانوا من العامة (2).
ج_الرجل الطاعن في السن والذي كان معشوقا للمولوي وهو شمس التبريزي لم يكن شيعيا ولا اماميا ولا علاقة له بمذهب الشيعة (3).
 د_المصادر التي كتبت شرحا لحال المولوي والتي كانت مقاربة لعصره ترجمت المولوي بعنوان انه فقيه حنفي وقد ذكرت اسمه في جملة طبقات الحنفية (4).
 ه_المتعلقون والتلاميذ لولد مولوي المحبوب (سلطان ولد)كانوا سنيين و نوعا وحنيفيين وكلماتهم واشعارهم وبالخصوص سلطان ولد شاهدة على ذلك كاملا وبعبارة اخرى ان من الخصوصيات الموروثة لعائلة المولوي هو كونهم سنيين ومن الاحناف (والصوفيين) وكانوا مارقين في هذا المسلك الى حد ان سلطان ولد كان يعيش في زمن العلامة الحلي وحينذاك تشيع السلطان خدابنده (على يد العلامة الحلي_مترجم) ارسل ولده الى سلطانية حتى يستطيع ان يحفظ (ولده) من هذه المصيبة حسب خيالاته يعني تشيع السلطان وما يتبعه(5).
 والعلامات والنماذج كثيرة لاتسعها هذه الحاشية. مع وجود كل هذه الادلة والشواهد فدعوى ان المولوي كان شيعيا مضحكة لا غير واصطلاحا اجتهادا في قبال النص واصل هذا الادعاء يرجع الى العرق الصوفي لبعض الافراد حيث يضطرهم لوضع الستار على الواقعيات فيدعون هذا الادعاء الذي لا اساس له.
 وهذا السبب صار عاملا لنسبة اشعار مجعولة وغير واقعية (في مدح اهل البيت عليهم السلام) للمولوي خصوصا في زمان الدولة الصفوية حيث نفذت الصوفية في مابين الشيعة (من القرن التاسع وبالاخص زمان الصفوية) فقد جعلوا اشعارا بنفعه حتى يعيدوا حيثية المولوي (حول علاقته بالتشيع) ويوقعوا الصلح وبينه وبين الشيعة.

ويقول كتاب تاريخ ادبيات ايران ((...نسبوا الى المولوي غزليات واشعار في عهد الصفوية تدل على تشيعه والحال انه سني وفقيه حنفي ومن الواضح ان هذة الاشعار منمجعولات الشيعة (الصوفية) وبالخصوص من مخترعات الصفوية))(6).
ومما تقدم يظهر ان توجيه اسلوب المولوي بانه كان يستعمل التقية مضحك اخر حيث ان كلماته واثاره تكذب ذلك جدا.
فلولا كان احد من الشيعة ومن اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام وفي نفس الوقت في حال التقية لاجل شرائط وظروف معينة فسوف تتخذ افعاله وكلماته شكلا مناسبا لجو التقية ولحدود الضرورة.
فتراه يرفع معاوية الى مقام اولياء الله جل وعلا ويلبسه لباس الكرامة ويطرح سكوت واعياء عثمان عن ايراد خطبة الجمعة يطرحها وبشكل ماهر وحاذق بعنوان انها كرامة وفضيلة.
وفي الحقيقة ماهي الضرورة وماهو الدليل على تمجيد هولاء الاشخاص والى هذا الحد؟.
 وحول اشخاص مثل معاوية وعثمان يصريهم بكلمات وبشكل ابتكاري بحيث انه لم يسبقه عالم سني بذلك فها ان كتب مثل حلية الاولياء وطبقات الشعراني وحتى تذكرة الاولياء للعطار التي ذكرت بعض اسماء الائمة عليهم السلام وكلماتهم (ولو بشكل قليل ) قد عملوا خلاف التقية؟ وحسب قول احد الاكابر ان هذا التوجيه يشبه قصة ذلك الرجل الذي يرقص مع كامل الجمال ويتحرك انواع الحركات فحينما اعترض عليه لماذا تقوم بهذه الاعمال قال معتذرا: اني كنت مجبورا فقيل له : ياتعيس الحظ لو كنت مجبورا فلماذا رقصت بأحسن مايكون؟ فانه لايعلم احد بكونك راقصا. ثانيا:لقد اثبت المولوي انه ليس في مذهبه متساهلا ومتسامحا ولاانه يستعمل التقية فقد افرط واصر على الغناء على رغم مخالفة الفقهاء وحتى بعض الصوفية المعاصرين له كما سيأتي ذلك في محله وكذلك متبعته لشمس التبريزي بلا اعتراض ولااشكال عليه مع كل ردود الفعل التي حصلت التي تدل على ان المولوي لم يكن في المسائل الاصولية (باعتقاده) من اهل المماشاة والتسامح والتقية. ثالثا: الجو الحاكم في قونية وبشكل عام في اسيا الصغرى (الروم) والذي كان المولوي يعيش فيها ولاسباب متعددة من جملتها وجود كثبر من الكفار (النصارى واليهود و...) في مابين المسلمين وشيوع التصوف وتساهل الحكام السلجوقيين بالنسبة للاديان والمذاهب وهجوم الاتراك المغول و ... فكان ذلك الجو الى حد ما بلا تقيد ولا تعصب مع استقرار انواع المذاهب والأديان(7).

 وعلى اي حال فلا بد من جواب الجهال والمتجاهلين من التذكير بكلام ابن المولويالذي كان متعلقا به وهو سلطان ولد حيث قال في حق والده : كل مافعله حضرة ابي من اول عمره الى اخره كان لله(8).
الهامش:
(1) المراد هو متن كتاب نقدي بر مثنوي.
(2) رسالة سبهسالار ، ص25، وكتب اخرى.
(3)مقالات شمس احسن شاهد على ذلك. 
(4) مثل كتاب الكواكب المضيئة.

(5) تنبيه الغافلين)، ص84، نقلا عن مناقب العارفين.
(6) ج/3/1، تأليف ذبيح الله صفا.
(7) مولانا جلال الدين، ص84.
(8) مناقب العارفين ص309.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق