الأربعاء، 30 يوليو 2014

هل تصح روايات ذم الصوفية وماهو الموقف من الفلسفة والعرفان والتصوف (الشيخ عبد الحسن نصيف)




لسؤال : 
ما رأي أهل البيت عليهم السلام في الصوفية؟ وهل تصح الروايات التي تذمهم المنقولة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام؟

الجواب : 
روايات ذم الصوفية معتبرة في الجملة، ويعضد بعضها بعضاً. فقد روى المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بالسند عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن الرضا عليه السلام، انه قال: " من ذكر عنده الصوفية ولم ينكرهم بلسانه وقلبه، فليس منا، ومن أنكرهم، فكأنما جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ".
وعن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن الرضا عليه السلام، انه قال: " قال رجل من اصحابنا للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم: الصوفية، فما تقول فيهم ؟ قال: انهم اعداؤنا، فمن مال فيهم فهو منهم، ويحشر معهم، وسيكون اقوام يدّعون حبنا، ويميلون إليهم، ويتشبهون بهم، ويلقبون انفسهم، ويؤوّلون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منهم براء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكافر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ".
وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث طويل أنه قال في احتجاجه على جماعة من الصوفية: ـ أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهاداً لا حاجة لهم في متاع غيرهم فعلى من كان يتصدق بكفارات الأيمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة من الذهب والفضة، والتمر والزبيب، وسائر ما وجب فيه الزكاة من الإبل والبقر والغنم، وغير ذلك؟

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


http://www.alfadheelah.org/modules/smartfaq/faq.php?faqid=38 



 السؤال : 
ماذا تقولون عن الفلسفة والعرفان والتصوف؟


 الجواب : 
الفلسفة بما إنها تتمحور حول العقل البشري والعقل البشري معرض للخطأ والاشتباه لولا الصيانة الشرعية، لقصوره عن إدراك كثير من الأمور أولاً، ولتشكل الصورة عنده بشكل مخلوط ومغلوط في أحيان أخرى، فيأخذها أخذ المسلمات، ثم يعطي النتائج وفق تلك المعطيات، على أنها صحيحة ومطابقة للواقع، وليس الأمر كذلك. لذلك لا منجاة للعقل البشري – والفلسفة ناتج من نتاجاته - من الوقوع في الخطأ، مثل نظرية العقول العشرة ووحدة الوجود، وغيرهما. فتحصيل الفلسفة يجب أن يكون مشفوعاً بما جاء في القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة للوقوف على أخطائها والتحرز منها.
و العرفان الصحيح منحصر طبق القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة فيما دلّنا عليه أهل البيت المعصومون صلوات الله عليهم أجمعين، بترويض النفس على تقوى الله، وذلك بأداء الواجبات وترك المحرمات، والانطلاق من نور العقيدة النزيهة الثابتة، وفوق ذلك بالالتزام بآداب الإسلام الإلزامية وغير الإلزامية، لما له من الآثار التكوينية والوضعية على جسم الإنسان وروحه وعقله.
وأما التصوف فالظاهر من هدي اهل البيت صلوات الله عليهم التنفير منهم واجتناب تخاريفهم. وقد نقل في مجمع البحرين قولاً بأن الصوفية: سمّوا بذلك لاستعمالهم لبس الصوف، والصوفية ونحوها من الطرائق والنحل التي أسسها حكام الجور من بني العباس مقابل مدرسة أهل البيت عليهم السلام وخاصة في زمن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وقد تصدّوا (عليهم السلام) لكشف القناع عنهم وسحب مشروعيتهم، وبيان أنها مما لم ينزل الله بها من سلطان. وقال السيد الطباطبائي اليزدي في كتابه: «العروة الوثقى» وهو يعدّ النجاسات في الثامن منها: «والقائلين بوحدة الوجود من الصوفية اذا التزموا بأحكام الإسلام، فالأقوى عدم نجاستهم، إلا مع العلم بالتزامهم بلوازم مذاهبهم من المفاسد».


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


http://www.alfadheelah.org/modules/smartfaq/faq.php?faqid=209 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق