الاثنين، 6 أكتوبر 2014

مناقشة المشكك بالمناجيات الخمسة عشر (الشخ حسن الكاشاني)





س / لقد شكك أحد بصحة سند ( المناجاة الخمسة عشر ) لإمامنا السجاد عليه السلام مُدّعياً بأنها ليست من متن الصحيفة السّجّادية بل هو مما جمعه الرواة بنيّة حفظ التراث بغثّه وسمينه وبغض النظر ما إذا صحّت النسبة أم لا.

وهو أيضاً يطعن في متن المناجاة الخمسة عشر، مُدّعياً أن مستواها الإنشائي ليس على مستوى ما يصدر من الأئمة عليهم السلام، ويُجِلُّ الإمام من أن يصدُر منه مثل هذه الأحاديث. كما يدّعي بأنها من تأليف (مُتصوِّفي الشّيعة) أو (العُرفاء) لمن كان له نصيبٌ من التَّفقُّه.

فنرجوا من سماحتكم الجواب على هذه الإدّعاءات، وتبيين موقفكم منها بالدليل والبرهان، كما أننا نرى متنها خالٍ من الانحرافات وبليغ ورصين وموصلٌ إلى الله ولا شوب فيه، ومما لا يمكن صدوره إلا من إمامٍ معصوم.


ج / ان مناجاة الخمسة عشرة صحيحة و متينة و رصينة و عدم كونها في الصحيفة لايدل على انها مجعولة، فهناك الكثير من ادعية الامام السجاد لا توجد في الصحيفة السجادية الجامعة.
و انى يصل فهم البشر عن الاتيان بمثل هذه الكلمات فان البشر باجمعها اعجز من ذلك و من ابى فليجرب.
فلنتحدى العالم ان ياتوا بمناجاة من صياغة البشر بهذه المستوى من الاتقان و العمق المعرفي وعمق الروح، كان المتكلم بهذه الكلمات قد طوى كل عوالم الوجود سفلياتها و علوياتها فيحكي عنها و هو محيط بها.
و قد بلغ في معرفة الله ما لن يصل اليه اولوالعزم من الرسل فيملا عينيه دموعا و يقول:

"الهي البستني الخطايا ثوب مذلتي"
الهي اليك اشكو عدوا يضلني و شيطانا يغويني قد ملا بالوسواس صدري"
الهي ان قل زادي في المسير اليك فلقد حسن ظني بالتوكل عليك"
"الهي اذهلني عن اقامة شكرك تتابع طولك و شغلني عن ذكر محامدك ترادف عوائدك"
"سبحانك ما اضيق الطرق على من لم تكن دليله و ما اوضح الحق عند من هديته سبيله"
"الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا و من ذا الذي انس بقربك فابتغى عنك حولا"
"الهي ليس لي وسيلة اليك الا عواطف رافتك و لا ذريعة اليك الا عوارف رحمتك و شفاعة نبيك نبي الرحمة و منقذ الامة من الغمة"
"الهي كسري لايجبره الا لطفك و حنانك"
"الهي لولا الواجب من قبول امرك لنزهتك من ذكري اياك على ان ذكري لك بقدري لا بقدرك"

الى غير ذلك من المضامين العالة الشامخة التي لاتصل الى ادنى مستوياتها اعاظم عقول و افكار البشر من فاتحتهم الى خاتمتهم!
انى للعرفاء و الصوفيه ان يلهجوا بهذه الكلمات، فلعمري لقد وضعهم هذا القائل في منزلة ليسوا لذلك باهل.
هاك انظر كلماتهم هل نرى فيها سوى الاهانة و هتك الساحة الربوبيه و مضامين ساقطة تدنس جلال كبرياء الله.
كقول ابن العربي في الفصوص مخبرا عن رب العزة:
فيحمدني و احمده
و يعبدني و اعبده!!!!
ثم قال القيصري: ان اطلاق العبادة على الرب و ان مان شنيعا الا انه احكام التجليات الالهية تخرج الانسان عن طور العقل!!
او كلامه الاخر:
فانى له بالغنى
و انا اساعده و اسعده
و فسرها القيصري اي اساعده في ظهور اسمائه و صفاته!!
او قوله في الفتوحات يا رب ملكي اعظم من ملكك لانك لي و انا لك و انت اعظم مني!!
او مقولة بايزيد البسطامي: سبحاني ما اعظم شاني!!
او غير ذلك من عشرات بل مئات الموارد التي راموا ان يناجوا رب العزة مستبدين بفهمهم عن الوحي فضلوا و اضلوا.
ليت شعري كيف قاس القائل بين هذه المناجاة الغرائة و بين تلكم المخزيات.

هناك تعليق واحد: