الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

وحدة الوجود والموجود وبطلانها (الشيخ فاضل الصفار)



    وأما طريق المتصوفة سواء بالعرفان النظري ام بالعرفان العملي  فأنتهى بهم المطاف الى القول بوحدة الوجود والموجود  اي الوحدة الشخصية في الوجود وهذه الوحدة منحصرة بوجود الخالق ولزم من هذا القول القول بالإتحاد والقول بالحلول وغيرها من توال فاسدة حتى قال قائلهم  ليس في جبتي سوى الله  وقال اخر لو علم الناس مافي عبادة الاصنام من الحقائق لعلموا ان عبادة الله تكمن في عبدة الاصنام خروج شطوط عجيب في المعرفة.
من هنا حاول بعض العرفاء من المتأخرين والمعاصرين ان يوجهوا هذا النهج للصوفية ويحلوا هذا الاشكال (اشكال الحلول والاتحاد في الخالق) وجهوه بالتمسك بوحدة الوجود والموجود وحلوا مشكلة الاتحاد والحلول بحسب رأيهم بالقول بالكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة حتى يرفعون الاتحاد والحلول ونحوه,
ولذلك عبروا عنهم بالعرفاء الشامخين لأن شمخوا في معرفتهم وارتفعوا عن المعرفة العادية وعبروا عن هذا النوع من المعرفة بالتوحيد الاخصي في مقابل التوحيد الخاص والتوحيد العام وتوحيد العوام على تفاصيل في محلها مبحوثة .    ولما وجدوا ان هذا المفهوم يصعب دركه مثلوا له بمثال .
الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة
 مثاله: الانسان اذا وقف امام مرايا متعددة  تنطبع للأنسان في كل مرأة صورة      صاحب الصورة واحد وهو الانسان الا ان انعكاسات هذا الانسان وصور هذا الانسان متعددة فهو واحد وفي عين الوقت هو كثير فقالوا العلاقة بين الخالق والمخلوق بين الباري عز وجل وبين سائر المصنوعات سائر الموجودات من هذا القبيل سائر الموجودات انعكاسات تجليات لوجود الباري وان كان الوجود واحد والموجود واحد ولكن متكثر بتجلياته وبصوره.
وهذا توجيه عجيب ماوصل الى الحقيقة بقطع النظر عن المخالفة للوجدان المخالفة للبرهان المخالفة للادلة النقلية المشكلة العويصة التي ابتلوا بها انهم بمحدوديتهم البشرية بطاقاتهم القاصرة العاجزة التي لا تأمن من الجهل المركب ومهما بلغ الانسان غير المعصوم من العلم فأن مايجهلة اكثر مما يعلمه بهذه الطاقات العاجزة ارادوا ان يعرفوا حقيقة الخالق.
ومن بديهيات الامور من ضروريات الامور التي يسلم بها كافة العقلاء ان احاطة المحدود باللامحدود مستحيلة، 
الخالق لامحدود والمخلوق محدود مهما اراد الانسان ان يفترض للخالق من صفات ومن خصوصيات تبقى هذه الافتراضات اوهام هو يختلقها هو يوجدها
غير معلوم انها مطابقة للواقع.
 من جهة اخرى ارادوا ان يكتشفوا عالم الغيب  يخترقوا عالم الغيب بحجبهم البشرية الدنيوية الانسان بقالب الجسم محجوب يستحيل لمن كان في عالم الشهادة ان يخرق حجب الغيب من دون الاذن من الحاجب هذه نكته جدا مهمة في مسائل المعرفة.
الانسان محجوب والمحجوب لايمكنه ان يخرق الحجب الا اذا اذن له الحاجب
لابد للحاجب ان يرفع الغطاء لابد للحاجب ان يسمح بالنفوذ والمعرفة، وهذه من المسلمات ان المعرفة الالهية تتوقف على لطف الهي على عناية الهية وهؤلاء ارادوا اكتشاف عالم الغيب وهم محجوبون من دون الطريق الذي عينه لهم نفس الغيب نفس الوحي لذلك وكلما امعنوا في النظر وزادوا في البحث والتحري زادوا بعدا وحيرة وضلالة من هنا تقول الاية ((كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها))
ليس له خروج ليس له حل،
لأن الخالق تبارك وتعالى حصر طريق المعرفة بالامام بل معرفة الله هي معرفة الامام الانسان لايمكنه ان يعرف الخالق عز وجل توجد إستحالة يوجد قصور ذاتي
لكنه عز وجل لطفا بعباده جعل الامام مثله في الارض خليفته في الارض وجهه وعينه ومظهر قدرته ووعاء مشيته وعلمه ورحمته وحكمته ومحال معرفته،
 اذا طريق المعرفة تبتدأ بالامام وتنختم بالامام اومن كان ميتا عنا احييناه بنا،
هذه ال(بنا) فيها غاية العناية لايتعب نفسه الانسان في ان يسلك طريقا غير طريق الائمة عليهم السلام في المعرفة ولو اخذ جانبا اخذ مشرقا اخذ مغربا زاهق لامحالة لأن المتقدم عليه مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق. 
مقطع الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=UbLiXCUZDYQ

هناك 3 تعليقات:

  1. سلام عليكم :اود ان أوجه سؤال للشيخ الكريم الصفار كم كتاب ومصدر قرأ للعرفان النظري وهل دارس او بحاث احد العرفاء المختصين ؟ حبذا ذكر المصدر والاستاذ لطفا ؟ وزمن الدورات التي حضرها وتاريخا

    ردحذف
  2. سؤال أخر للشيخ الصفار وفقه الله للخير : انت تتعجب من مثال المرآة حول فناء الكثرة في الوحدة وتكثر الوحدة ماذا تفسر قول الامام الرضا هنا حينما ساله عمران عن الله: أهو في الخلق أم الخلق فيه؟ قال الرضا(عليه السلام): (جلّ يا عمران عن ذلك، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه، تعالى عن ذلك، وسأٌعلّمك ما تعرفه به، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله, أخبرني عن المرآة: أنت فيها أم هي فيك؟ فإن كان ليس واحد منكما في صاحبه فبأيّ شيء استدللت بها على نفسك...)؟

    فهل ستبقى عجبك واستغرابك ؟

    ردحذف
  3. الشيخ الصفار يقر بوحده الوجود من حيث لا يشعر اذ ان الشيخ الصفار يقر ان الله جعل الائمه مصداق تجلي الله فهو يقول ان الله عز وجل لطفا بعباده جعل الامام مثله في الارض خليفته في الارض وجهه وعينه ومظهر قدرته ووعاء مشيته وعلمه ورحمته وحكمته ومحال معرفته، وهذا القول هو مصداق لوحده الوجود فاهل البيت هم اصدق مصاديق التجلي الالهي فهم من يعرف الله على حق معرفتهم والله يعرف الامام حق المعرفه وهذه المعرفه المتبادله ماهي الا تجلي الله في الائمه وبالتالي لا مانع قطعا بل يجب ان يتجلى الله في كل مخلوقاته لكن هذا لكن معرفة الله لا تتاح لكل شخص بل للخاصه المهتمين بالمعرفة الحق سبحانه

    ردحذف