الخميس، 5 يونيو 2014

ماهية الصوفية وعقائدهم الغريبة (الشيخ علي اكبر السيفي المازندراني)

ماهية الصوفية وعقائدهم الغريبة
1- وجه التسمية بالصوفية.
2- حاصل عقائدهم الصوفية بنص كلمات شيوخهم .
3- الأحاديث الواردة عن اهل البيت في ذم الصوفية.
وجه التسمية بالصوفية:
يقع الكلام أولا: في ماهية الصوفية وعقائدهم.
وثانيا:ماورد عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والائمة(عليهم السلام) في مذمتهم. وثالثا في عباداتهم.
اما ماهية الصوفية وعقائدهم:
لفظ الصوفي والصوفية عنوان لطائفة من الغلاة المشركين القائلين بإمكان بل وقوع تجسد ذات الباري في أشكال وتماثيل أفراد البشر ويعتقد طائفة منهم بألوهية علي عليه السلام والعياذ بالله.
وفي مادة القول المزبور قولان:
1- مأخوذ من الصفا والصفة.
2- مأخوذ من الصوف.
والأقوى هو الثاني ، لما يشهد على ذلك النصوص الواردة في ذمهم.
وعليه فلفظ الصوفي في الأصل بمعنى من يلبس لباس الصوف وأما أخذه من الصفة فهو خلاف مقتضى القاعدة الصرفية ، لأن فعليها ((وصيف)) كما أن فعيل الصفا ((الصفي)).

حاصل عقائد الصوفية بنص كلمات شيوخهم:
ويمكن الاطلاع على عقائد هذه الفرقة من كلمات رؤسائهم.
وإليك نبذة منها:
1- نقل عن ((روزبهان)) الفارسي ، أنه قال : تجلى علي الحق في صورة رجل ترك.(1)

ونقل عن الشيخ عبد القادر الكيلاني ، أنه قال ((رأيت الله في معراجي في صورة رجل مستلقيا على عرشه وتلقيت منه الولاية المطلقة في تلك الحالة))(2).

2- قال شبلي :((فقد كاشفني الحق بأقل من ذلك فقال كل الخلائق عبدي غيرك فأنك أنا))(3).
3-ومن كلماتهم المعروفة مدح الشيطان وتحسينه في ترك السجدة لأدم ،كما عن ابي بكر الواسطي والحسن البصري وحسين ابن منصور الحلاج وغيرهم، بل قال الغزالي:((من لم يتعلم التوحيد فهو زنديق ، امر ان يسجد بيد سيده فأبى))(4)
فيعرفون ابليس تارة محبا عاشقا لله واخرى رئيس الموحدين وانه إنما ترك السجدة لأدم لشدة علاقته بالله وثالثة بأنه معلم التوحيد ورابعة: من المخلصين وخامسة : بان له مقاما محمودا في القيامة ، إلى غير ذلك من التعابير الموجبة لشرك قائلها بلا ريب.
4- ومن اقاويلهم ومعتقداتهم بطلان الشريعة بسلوك الطريقة والوصول للحقيقة.
قال حسين ابن منصور الحلاج: ((إن المرء قائم على بساطالشريعة مالم يصل إلى مقام التوحيد . وإذا وصل إليه سقطت من عينه الشريعة)).
وقد صرح بعضهم بسقوط التكليف عن الخواص السالكين للطريقية الواصلين بذلك إلى حقيقة التوحيد والاتصاف بالصفات الربوبية فيجوز له ترك الفرائض وارتكاب الكبائر فأن رؤسائهم قد صرحوا بذلك(5).
والحاصل : أن لهم عقائد خرافية منحرفة ومن كان له هذه العقائد لاريب في شركه(6) ومن كان عقيدته ذلك لاتنفك عبادته عن الشرك.

وقد وردت أحاديث في ذم الصوفية . وإليك نماذج منها.  
الأحاديث الواردة عن اهل البيت عليهم السلام:
 1-ماروي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يا أباذر يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، ويرون انّ لهم الفضل بذلك على غيرهم ، أولئك تلعنهم ملائكة السماوات والأرض))(7)
2-ماروي عنه (صلى الله عليه واله وسلم) ((لايقوم الساعة على امتي حتى يقوم قوم اسمهم الصوفية ليسوا مني وانهم يحلقون للذكر ويرفعون اصواتهم يظنون انهم على طريقتي بل هم اضل من الكفار وهم اهل النار لهم شهيق الحمار))(8)
3- وعنه (صلى الله عليه واله وسلم) ((لاتقوم الساعة على امتي حتى يقوم قوم من امتي يحلقون للذكر رؤوسهم ويرفعون أصواتهم يظنون أنهم على طريق أبراهيم
عليه السلام بل هم أضل من الكفار لهم شهقة كشهقة الحمار، وقولهم كقول الفجار وعملهم عمل الجهال وهم ينازعون العلماء ليس لهم إيمان وهم معجبون بأعمالهم ليس لهم من عملهم الا التعب))(9)
4- وما ورد عن الصادق عليه السلام أنه قال :((قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم الصوفية فما تقول فيهم؟ فقال عليه السلام:إنهم أعدائنا ، فمن مال إليهم فهم منهم ويحشر معهم، ز وسيكون أقوام يدعون حبنا يميلون إليهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بلقبهم ويأولون أقوالهم ألا فمن مال اليهم فليس منا وإنا منه براءومن أنكرهم ورد عليهمكان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله))(10)
5- ماورد عن الصادق عليه السلام في حديث:((سئل عن أبي هاشم الكوفي فقال عليه السلام: إنه فاسد العقيدة جدا وهو الذي ابتدع مذهبا يقال له التصوف وجعله مقرا لعقيدته الخبيثة)).(11)
6- ماورد عن الامام الرضا عليه السلام قال :((لايقول بالتصوف أحد الا لخدعة أو ضلالة أو حماقة . وأما من سمى نفسه للتقية صوفيا ، فلا أثم عليه)).(12)
 7-وكذا ورد عن مولانا السلطان الرضا (صلوات الله عليه) أنه قال: "من ذُكر عنده الصوفية، ولم ينكرهم بلسانه وقلبه فليس منا ومن أنكرهم كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله".(13)
8-ماورد عن الإمام الهادي (عليه السلام) :((كنت مع الهادي علي ابن محمد عليه السلام في مسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري، وكان رجلا بليغاً وكانت له منزلة عظيمة عنده عليه السلام.ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية وجلسوا في جانب مستديرا، وأخذوا بالتهليل، فقال عليه السلام: «لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخدّاعين فإنّهم حلفاء الشياطين، ومخرّبو قواعد الدين، يتزهّدون لإراحة الأجسام، ويتهجّدون لتصييد الأنعام، يتجوعون عمراً حتى يديخوا للايكاف حمراً، لا يهللون إلاّ لغرور الناس، ولا يقلّلون الغذاء إلاّ لملء العساس واختلاس قلب الدفناس، يكلّمون الناس بإملائهم في الحبّ، ويطرحونهم بإدلالهم في الجب، أورادهم الرقص والتصدية، وأذكارهم الترنّم والتغنية، فلا يتبعهم إلاّ السفهاء، ولا يعتقد بهم إلاّ الحمقاء، فمن ذهب إلى زيارة أحدهم حياً أو ميتاً، فكأنّما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان، ومن أعان واحداً منهم فكـأنّما أعان معاوية ويزيد وأبا سفيان . فقال أحد أصحابه: وإن كان معترفاً بحقوقكم؟ فزجره (عليه السلام) وصاح به: دع ذا عنك! من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا، أما تدري أنّهم أخسّ طوائف الصوفية؟! والصوفية كلهم مخالفونا، وطريقتهم مغايرة لطريقتنا، وإن هم إلاّ نصارى أو مجوس هذه الأمة، أُولئك الذين يجتهدون في إطفاء نور الله بأفواههم، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون“. (حديقة الشيعة للأردبيلي ص 602 عن المفيد رضوان الله تعالى عليه).(14)
9- وماوردعن  الإمام العسكري (عليه السلام) قال: ” يا أبا هاشم سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم مظلمة منكدرة، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، المؤمن بينهم محقر، والفاسق بينهم موقر، أمراؤهم جائرون، وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، وأصاغرهم يتقدمون الكبراء، كل جاهل عندهم خبير، وكل محيل عندهم فقير، لا يميزون بين المخلص والمرتاب، ولا يعرفون الظأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف، وأيم والله: أنهم من أهل العدوان والتحرف، يبالغون في حب مخالفينا، ويضلون شيعتنا وموالينا، فإن نالوا منصبا لم يشبعوا، وإن خذلوا عبدوا الله على الرياء، ألا إنهم قطاع طريق المؤمنين والدعاة إلى نحلة الملحدين، فمن أدركهم فليحذرهم وليضمن دينه وإيمانه منهم . ثم قال (عليه السلام): يا أبا هشام! هذا ما حدثني أبي عن آبائه عن جعفر بن محمد (عليه السلام) وهو من أسرارنا فاكتمه إلا عند أهله“.(15)

الهوامش:
(1)كشف الأشتباه للشيخ الشهيد المحلاتي:ص109 نقلا عن تبصرة العوام.
(2)السيوف البارقة: ص88 ، تحقيقى در تصوف وعرفان:ص211.
(3)دفاعيات عين القضاة الهمداني ص64 ، شرح شطحيات : ص78.
(4)تذكرة الأولياء
(5)راجع نفحات الانس جامي
(6)راجع كتاب تحقيقى در تصوف وعرفان:ص325-434
(7)الوسائل ج11 ، ص508 طبع بيروت
(8)اثنى عشرية/ شيخ حر عاملي: ص34. سفينة البحار : ج2 ص57.
(9)منهاج البراعة :ج14 ، ص3 /البدعة والتحرف:ص123
(10)سفينة البحار: ج2 ص57، حديقة الشيعة: ص562، الأنوار النعمانية:ج2 ص293 .
(11)اثنى عشرية حر عاملى: ص33، حديقة الشيعة: ص564.
(12)حديقة الشيعة : ص605، الأنوار النعمانية: ج2 ، ص295
(13)حديقة الشيعة: ص563، اثنى عشرية: ص32.
(14)سفينة البحار: ج2، ص58، حديقة الشيعة: ص602، الأنوار النعمانية: ج2، ص294.
(15)سفينة البحار: ج2، ص58، اثنى عشرية: ص33ظن حديقة الشيعة: ص262، الأنوار النعمانية: ج2، ص294.
المصدر: كتاب مسلك الوهابية في موازين العقل والكتاب والسنة