الأربعاء، 24 يونيو 2015

فتنة الفلسفة والفلاسفة (الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني)


لما شاع في عصر المأمون فلسفة اليونانيين بين المسلمين صارت نصوص الاسلام سيما في اصول الدين غرضا لتأويلات المتفلسفين فصرفوا النصوص على ارائهم وعد من الثقافة الخروج من نصوص الشريعة وظواهرها وتأويلها على ما حرروها في الفلسفة حتى في الطبيعيات فبعدوا وأبعدوا الناس عن مفاهيم نصوص الدين في التوحيد والصفات ومفهوم الحدوث والقدم والخالق والمخلوق وغيرها فأولوها بما لايوافق ظواهرها فبنوا دينهم على الظنون والزعوم وفسروه بما لايرتضيه صاحبه وأهل تفسيره فقرروا المعارف العالية على الاسس التي قرروها الذين لم يسلكوا مسلك الانبياء ولم يستضيئوا من نور هدايتهم السماوي فاستقلوا بعقولهم ومشوا في مذاهبهم وجاءوا بأصطلاحات التي لاتوافق اصطلاحات القرأن الكريم ووقعوا في القول بالإيجاب والحلول والاتحاد ووحدة الوجود وفسروا ربط الحادث بالقديم كربط المعلول بالعلة لا كربط المخلوق بالخالق مع الفرق الواضح بينالاصطلاحين فكم فرق بين الخالق والمخلوق والعلة والمعلول ؟ لايدرك بالاصطلاح الثاني مايدرك بالاصطلاح الاول ومايدرك من الثاني لايدرك من الاول لايتحد الطريقان ولاينتهيان الى مقصد واحد والعلة يعبرون عنها بالعلة الاولى والثانية و.... وأما الخالق فلايعبر عنه بالخاقلق الاول والثاني وكذا المعلول الاول والثاني والثالث ... ولايقال المخلوق الاول والثاني والثالث. فجميع المخلوقات وإن وقعت خلقة بعضهم في طول خلقة البعض الاخر مخلوقون لخالق واحد نسبة الجميع اليه سواء لا كالمعلول الثاني والعلة الثالثة الذي هو معلول للمعلول الأول والعلة الثانية و.و..
وكتب الفلاسفة مع مايوجد فيها مما يوافق وحي السماء لايوافق جميع مباحثها مع الوحي وماهو ثابت يالكتاب والسنة ففيها الغث والسمين والحق والباطل وما يتفق مع ماجاء به الانبياء ومايخالفه وذلك لأنهم سيما القدماء منهم اقتنعوا واستغنوا بمنسوجاتهم عما جاء به رسل الله تعالى واستقلوا بعقولهم عن هدايتهم فيما لايهتدي العقل اليه لولا هداية الانبياء والذين جاؤا بعدهم سلكوا مسالكهم واتبعوا طريقهم غير انهم سعوا بعد مااثبتوا عليه من المسائل تطبيق الكتاب والسنة عليه فكأنهم أرادوا أن ينزهوا المشرع عما وصل إليه عقولهم ولذا لم يأمنوا عن الاخطاء والعثرة والزلة الا القليل منهم فنرى إن اثنان من أشهر حكماء المعاصرين بلغا في تخطئة اثنين من مشاهير الفلاسفة في مسألة المعاد الجسماني حتى رماهما بما نعوذ بالله منه .
هذا مع انهم تكلفوا الكلام فيما لم يكلفوا التكلف فيه بل نهوا عنه.
فهل هؤلاء يسلكون سبيل ارسطو وافلاطون وسقراط والرواقيين والمشائيين والفارابي وابن سينا وغيرهم ؟ أم هم المهتدون بهدي محمد وأهل بيته صلى الله عليهم والسالكون سبيلهم نحن لانحكم على الجميع على إنهم من الطائفة الأولى أو الثانية ونرجو أن يكون جل فلاسفة المسلمين من الثانية وأما حسابهم فعلى الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق