الخميس، 21 مايو 2015

هل ان الواحد لايصدر منه الا واحد؟ (الشيخ ماجد الكاظمي)



والجواب عن السؤال الاخير وهو هل ان الواحد لايصدر منه الا واحد؟

فنکتفي بجواب المحقق البهبهاني قدس سره حيث قال: (ان قاعدة الواحد لايصدر منه الا واحد تبتني على مسألة السنخيّة بين العلة والمعلول وهي باطلة من وجوه ثلاثة:

     الاول: انها لو صحت فموردها العلة الموجبة لا الفاعل المختار والله جل‌وعلا فاعل مختار وعلى هذا الاساس فلاتحقق للسنخيّة اصلاً. ومن جهة اخرى ان الله جل‌وعلا لاشبيه ولانظير له والسنخيّة تحتاج الى شبيه ولذا فهي محالة في حقه جل‌وعلا.
      الثاني: ان وحدة الباري تختلف عن وحدة الممكنات فان وحدته غير عددية بمعنى انه لا شبيه له ولانظير في حين ان وحدة العالم من قبيل الوحدة العدديّة فلا سنخيّة ولا تناسب بين الوحدتين.
     الثالث: اصلاً واساساً لايوجد موجود له وحدة حقيقّية الا الله جل وعلا وذلك فان كل ممكن فهو مركب من الوجود والماهيّة ولذا قالوا « كل ممكن زوج تركيبي وكل زوج تركيبي ممكن » وذلك فان كل وجود لوكان وجوداً فقط فلا امتياز له مع باقي الموجودات، وامتياز كل موجود عن سائر الموجودات دليل على تركبه من الوجودِ والماهية )[1] انتهى ما افاده قدس‌ سره.
    و لا يخفی ان رؤية الاسلام حول هذه القاعدة المزعومة واضحة حيث يقول تعالی: في سورة الرعد ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار.  [2]~. و ان الله تعالی فعال لما يريد و ان امره اذا اراد شيئاً  انما هو کن فيکون لاانه يخلق الخلائق بواسطة الصادر الاوّل و نکتفي من الروايات الدالة علی بطلان هذه القاعدة بما رواه الصدوق عن ياسر الخادم قال قلت للرضا(ع) ما تقول في التفويض؟فقال (ان الله تبارك وتعالى فوضّ الى نبيه(ص) امر دينه فقال ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فاما الخلق والرزق فلا ثم قال(ع) ان الله عزوجل يقول الله خالق كل شيء ويقول الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون[3]) فان قوله ˜ (ان الله خالق کل شيئ) بعد نفي الخالقية التفويضية فضلاً عن الاستقلالية بيان صريح لعدم وجود اي  واسطة في البين  لخالقتيه تعالی للمخلوقات و حتی جريان المعجزة علی يد الانبياء و الائمة عليهم السلام لم يکن بالاستقلال و لا بالتفويض و الذي ذهب اليه علماؤنا ونطقت به الاخبار انما هو من باب استجابة الدعاء يقول الشيخ المفيد (ره) في الرد علی المفوضة بعد قوله اولاً { والغلاة من المتظاهرين بالاسلام هم الذين نسبوا امير المؤمنين والائمة من ذريته عليهم السلام الى الالوهية والنبوة ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا الى ما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا عن
خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار.  [4]~. و ان الله تعالی فعال لما يريد و ان امره اذا اراد شيئاً  انما هو کن فيکون لاانه يخلق الخلائق بواسطة الصادر الاوّل و نکتفي من الروايات الدالة علی بطلان هذه القاعدة بما رواه الصدوق عن ياسر الخادم قال قلت للرضا(ع) ما تقول في التفويض؟فقال (ان الله تبارك وتعالى فوضّ الى نبيه(ص) امر دينه فقال ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فاما الخلق والرزق فلا ثم قال(ع) ان الله عزوجل يقول الله خالق كل شيء ويقول الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون[5]) فان قوله ˜ (ان الله خالق کل شيئ) بعد نفي الخالقية التفويضية فضلاً عن الاستقلالية بيان صريح لعدم وجود اي  واسطة في البين  لخالقتيه تعالی للمخلوقات و حتی جريان المعجزة علی يد الانبياء و الائمة عليهم السلام لم يکن بالاستقلال و لا بالتفويض و الذي ذهب اليه علماؤنا ونطقت به الاخبار انما هو من باب استجابة الدعاء يقول الشيخ المفيد (ره) في الرد علی المفوضة بعد قوله اولاً { والغلاة من المتظاهرين بالاسلام هم الذين نسبوا امير المؤمنين والائمة من ذريته عليهم السلام الى الالوهية والنبوة ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا الى ما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا عن القصد وهم ضلال كفار حكم فيهم اميرامؤمنين(ع) بالقتل والتحريق بالنار وقضت الائمة(ع) عليهم بالاكفار والخروج عن الاسلام} : والمفوضة صنف من الغلاة وقولهم الذي فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الائمة وخلقهم ونفي القدم عنهم واضافة الخلق والرزق مع ذلك اليهم ودعواهم ان الله سبحانه وتعالى تفرد بخلقهم خاصة وانه فوّض اليهم خلق العالم بمافيه وجميع الافعال[6]

الهامش:
[1] اوائل المقالات ص240 و239و238طبع مكتبة الداوري
[2] استدل بهذه الاية المبارکة الامام الصادق ˜ في رد القول بالتفويض وانحصار الخالقية بالذات الالهية المقدسة راجع کتاب اثبات الهداة ج/7 ص/460
[3] اثبات الهداة ج/7 ص/449
[4] استدل بهذه الاية المبارکة الامام الصادق ˜ في رد القول بالتفويض وانحصار الخالقية بالذات الالهية المقدسة راجع کتاب اثبات الهداة ج/7 ص/460
[5] اثبات الهداة ج/7 ص/449
[6]- شرح حال افكار واثار آية الله بهبهاني علي دواني الطبعة الثانية صفحه 249 و250 اقول: والنص باللغة الفارسية وقد ترجمناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق